قبل أن أخوض في غمار تلك الأسطر أود أن أشكركِ وأشكر كل سطرٍ قد أرسلتيه إلىَّ فلولا خطاباتكِ التي قرأتها وأحسستُ فيها معاناة كل فتاةٍ تعيش في زماننا هذا ، ما كنت قد كتبتُ سطراً واحداً ، من هذا الكتاب نعم حينما قرأتُ كل تلك الكلمات المُبعثَرة ، كنتُ متردداً كيف لولدٍ أن يعبر عن مشكلات فتيات مجتمعه ، أو قولي على الأقل أغلبها ، فهم سيقولون كيف لكَ أن تعرف كل تلك الأمور عن الفتيات ؛ لذلك وجب التنبيه في أول الأمر أني لست وحدي مَن كتب تلك الأسطر ، إنما أنا وأنتِ أيتها المجهولة ، وما أنا إلا شخص يجيب على كل الرسائل والخطابات التي كتبتيها وأنتِ وحيدة في غرفتكِ .
قلتِ أنه يمكن لي أن أتكلم بحرية ، وحرية الكلام هي الكتابة ، وها أنا اليوم أكتب كل ما وجدته من آلامٍ ومتاعبٍ في أسطركِ النازفة قولاً وفعلاً.
خطاباتكِ بالنسبة لي كانت أحاسيساً مؤلمة ومشاعراً فياضة نابعة من قلبٍ صادق ، صادرة عن قلم أحس بمعنى الوجع على أكمل وجه .
وحينما أفصحتِ لي عن مشاعركِ الفياضة تلك ، بكيتُ لكل كلمةٍ قد كتبتيها بدم الفؤاد المُحطَم ألف مرة وأكثر ، فلقد كانت كلماتكِ تلك تعبيراً عنكِ وعن الغير ؛ ولما وجدتُ فيها بكاء كل فتاةٍ في مجتمعنا وزماننا أردت أن أقول لكل فتاةٍ في هذا الزمان وفي هذا الموقف ، توقفي عن البكاء ، فلستِ وحدكِ المجروحة في هذه الحياة ، فهنالك الكثير والكثير ، وهنالك مَن هي أصعب منكِ قهراً وظلماً .
توقفي أيتها المسكينة ، فلستِ وحدكِ المتروكة في بحر النسيان ، لستِ وحدكِ مَن وقعتِ في شراك النفاق والكذب والخداع .
نعم هنالك مَن هم للقسوة بأهل ، لكن ابتسمي مهما ضاقت بكِ الدنيا ، فهنالك ربٌ في السماوات يسمع لتنهداتكِ ، وشكواكِ ، فأشكي همكِ لله وحده واصبري ، فكما قال الله في كتابه العزيز :
"إن الله مع الصابرين"
"صدق الله العظيم"
فها هو تعبيري عن مشكلاتكِ ومشكلات غيركِ من الفتيات ، أتحدثُ عنها بين دفتي كتابي المتواضع الذي أقدمه إليكِ أيتها المجهولة ، فتقبليه مع فائق تمنياتي أن ينال إعجابكِ ، وأرجو من الله أن يكون كدواء لكل آلامكِ وآلام الفتيات المجروحات من بني جنسكِ .
وفي نهاية القول لن أكتب إهداءً إلا لكِ ولكل فتاةٍ تري نفسها ضحيةً للمجتمع الضال .
إليكِ أيتها المجهولة
أرسلُ سلامي
أ.خ
تأليف: أحمد خالد
قراءة و تحميل كتاب علم بالقلم نسخة للنشر بدون ملاحـــــــق PDF مجانا