وصلنا صباح الأحد، وكلفني تنظيف وإعادة ترتيب المنزل مع والدتي وأخي جهدًا شاقًا ووقتًا طويلًا، لألقي بجسدي آخر النهار فوق سریري، والسماء ناظرة إليّ من شرفة حجرتي الصغيرة، وتداعبني نجومها المضيئة، بدأت أتذكر القصص والحكايات التي حملها إليّ العجمي وشاطئه، سرت هنا كل عام أشاهد ميناء الدخيلة أقصى يساري وسفنه الواردة والراحلة، وأبصر جزيرة صغيرة في الماء تمنيت طوال طفولتي أن تحملني لها المَرَاكب يومًا؛ ظنًا مني أنها بعيدة لتريني الأيام بعد ذلك مدى قربها.
ماذا لو عاد معتذرًا :
بدأت الرواية : أيفتح بابًا أهال عليه النسيان أتربته ؟! بابًا أُغلق بسلاسل من ألم وفقد ! أي مفتاح قد يفتح هذا الباب !
وأضافت ميلاء : أيمحي الليالي التي قض فيها مضجعي أبكي على فراقه؟
وأطوف الأرض بحثًا عن وجهٍ يشبهه! ما عادت عودته تنفع.. ثم أجابت سارة: بعدما رحل وترك قلبي حطامًا؟
لن تبرئ عودته الجرح الغائر في قلبي..
بنبرة متحشرجة تبعتها ياسمين: كنت أدور في فلكه فجرني إلى ثقب أسود عظيم .. نجا وشردت أنا في فضاء الحياة.
أردفت منة: كان غيابه المفاجئ كموت الغفلة، أيحيي الندم أمواتًا تحت الثرى؟
وختمت ريما ساخرة: لم؟ لقد مرت بعده ألف حكاية .. لم يكن سوى فصلاً تافهًا في حياتي الطويلة .